هل وجدت يوما ما ان أقرب المقربين إليك هو قلمك ذلك العاشق لأحزانك ... المبتهج لافراحك ؟تلجا له .. لا بل تجده يناديك بصوت يفوق طاقاتك السماعية والحسية .. تترك العالم باكمله وتمسك به ... تتشبث بمرافقته لاطول الفترات ... تجده منسابا في طواعية بين اصابعك .. لا يعصي لك أمرا .. يركض فرحا ليرسم ابتسامة شفاهك على اوراقك ... ينثر عبير الزهور على الاسطر ..ويبكي .. ينكسر وينزف عند
جرحك ، ربما هو من يعلم وحده هل تمسك به هذه المرة لترسم زهرة ام خنجر
لماذا نكتب ... لماذا نسكب دماءً على صفحات بيضاء ، هل نريد تخليد جراحنا ليعلم بعد رحيلنا من جرحونا بكم جراحهم ..؟ وبماذا يفيدنا علمهم او جهلهم حينها سيصبح الامر سواء.ربما تكن الرغبة في التعبير عن مكنونات انفسنا سببها هو الاحتياج ، لا تريد ان تترك وحيدا في بحر الحياة تحملك امواج السعادة لتلقي بك في اعماق التعاسة ولا حول لك ولا قوة في ذلك ... تستغيث باحدهم فياخذ بيديك لاعلى الامواج تقف على القمة ثوانٍ معدودة ... ثم ماذا ......؟؟نعم .. يطيح بك من اعتلى معك تلك الأمواج يتركك تهوي ولا يرأف بحالك فقد اكتشف انك لا تجيد فن العوم كما يجيده هو وان الانسب لك هو الخلود في الاعماق !! وفي الاعماق حيث لا تسمع سوى صوت ذلك العاشق الوفي ياتيك من جديد ويسطر معك خطابا جديدا لقلب جديد ويرسله على صفحات المياه هل من منقذ جديد ؟؟
الكتابة عن أسرار النفس وبوح القلوب هو الاحتياج الحقيقي ومن يجده فلا يبحث عن غيرهأصدق ما يكتب هو أصدق ما يمكن ان تسمعه لن تجد خيرا منه فلن يحبك احد اكثر من حب قلمك لذاتك ... ولن يستمع لصمتك وبكاءك وأنينك وآهاتك سوى ذلك العاشق المخلص ..انه هو فقط من يدرك معنى رعشة يديك حين تحمله وحنان اصابعك حين تلامسه وشوق العالم الذي يملؤك حين تفارقه
No comments:
Post a Comment