المرأة منذ قديم الأزل هي مرآة الرجل ، ينظر إليها فيرى نفسه داخله وخارجه
تعكس جمال نفسه او قبحها ، يهندم نفسه في أعينها ويستمد قوته ورجولته من ضعفها الأنثوي وخجلها وعفة إحساسها
تهتم المرأة بشؤون الرجل كافة ، فهي المسؤولة الأولى عن حسن مظهره عن تهذيب اخلاقه ومعاملته مع الآخرين .
بين احضانها يلقي همومه .. تغسل دموعها فظاظته التي ربما آذاها بها .. تداوي نفسها .. لا تحمله أعباء بل تحملها بمفردها بما يفوق قدراتها لينعم هو بالراحة .
تسعى للمثالية والكمال لترضيه ولكن هل يرضى ؟؟
سأتحدث عن الرجل الشرقي عامة والرجل المصري خاصة
يعاني الرجل الشرقي من التناقض في ما يطلبه من المرأة
فنجده يطالبها بان تكون كل نساء العالم وإذا ما فعلت اتهمها بما تكره !
فماذا يريد الرجل ؟
من الحكمة - بعد الدين طبعا – أن تكون الزوجة كاملة متكاملة – والكمال لله وحده – في عيون زوجها وأن تكون بحق امامه في كل حين بكل نساء العالم على مختلف أشكالهن ، فهي الأم في حنانها والزوجة في وفائها والعاقلة المتزنة التي يستشيرها ويسترشد برأيها وهي الحبيبة في رقتها والعشيقة في دلالها والمربية في حزمها وحكمتها و .. و
..
قد تنتبه المرأة لهذه النقطة المحورية في حياتها الزوجية وتسعى لتكون كل هؤلاء وقد يطلب ذلك الزوج بشكل غير مباشر كإبداء إعجابه بغيرها كقوله : يعجبني ثقافة تلك .. أحب المرأة التي صفتها كذا ..
فتبدأ الزوجة في تعلم او دخول ذلك المجال الذي يعجب الزوج لكي لا يكن بها نقص من وجهة نظر زوجها وهنا يأتي التناقض
يرفض الزوج مبادرة زوجته لإشباع رغبة عنده – وهي اعجابه بأخرى – وربما استنكر عليها ذات الفعل الذي كان منذ قليل يمدحه في اخرى
فهل يعجب الرجل بتفوق انثى غير زوجته لانه يغار من تفوقها عليه ؟
أم أنه يعجب بجرأة أخرى ولكن لا يريد لإمراته أن تكون مثلها لان ذلك سيجذب الانظار إليها وتتحول عنه ؟
حاول بعض الرجال التغلب على هذه الحالة – حالة التناقض – بافساح المجال لزوجته لتكن مثل ما يعجبه من النساء ولكنه سرعان ما يشعر بانه فرط في جزء من كرامته وما كان له أن يوافق على ذلك وتصطدم الزوجة برفض الزوج بعد موافقته
:الرجال هم فقط من يستطيعون الإجابة عن هذا التساؤل ولكن من وجهة نظري سأطرح ما توصلت إليه
الرجل الشرقي يرى دائما في ظهوره هو كقائد اكتمالا لرجولته وان تفوق المرأة عليه في أي مجال هو إهانة له ولرجولته فيحرص دائما على جعلها في الظل او تابعة له ولأفكاره فقط ليحافظ على تفوقه دون منافسة .
الرجل الشرقي متمسك بعادات وتقاليد ربما أصبحت لا تناسب عصره ولكنه برغم كامل رجولته لا يستطيع ان يحطمها ويفضل تحطيم بعضا او كل طموح زوجته ولا يتعرض لأي لوم من فرد في مجتمعه .
ولا أنسى في نهاية حديثي أن أذكر بأن هنالك رجال شرقيون لا ينظرون للمرأة بهذا الشكل اطلاقا وعلى العكس يفتخر بكون امرأته تغنيه عن النظر لسائر النساء وفي الوقت ذاته يحبها حبا عظيما ويغار عليها ويحميها ويحفظها من عيون الجميع ، وهذا الذي تغلب على معتقدات بالية سيكون الرجل الذي يستحق لقب الرجال فالرجل ليس بكبته لزوجته ، الرجل سيبقى الرجل وإن نافسته ألف أنثى .. والأنثى ستبقى جزءً منه مهما علا شأنها .