أصبحت الآن أكثر وعياً وإدراكاً عن السابق
ففي الطفولة كان السفر والرحيل لا يعني لي الكثير كما هو الحال الآن
ربما لم أكن أدرك بدقة صعوبة الابتعاد عن الوطن وإن كان شعوري بالفرحة عند قدومي إليها طاغياً وواضحاً بينما في الابتعاد عنها أشعر بضيق لم اكن أعلم أسبابه
الآن .. اشتاق لها قبل رحيلي عنها على الرغم من المعاناة التي أعانيها على أراضيها ولكنها تبقى الحضن الدافئ لي
بداخلي لها مشاعر حب فياضة وسر دفين يجذبني إليها
أشتاق للسير في شوارعها والحديث إلى اهلها .. ربما أشتاق لمجرد النظر في وجوه شعبها وقراءة تعابيرهم التي تنم عن قدر لا بئس به من المعاناة لأحدث نفسي حينها بأمنيتي الدائمة البائسة ، ان يكون بيدي يوما ما أن أخفف آلامهم وأجد حلاً لمشاكلهم التي تتزايد ولا تنتهي
اتمنى ان يحظوا بالراحة في بلادهم وأن توفر لهم ما توفره غيرها من الدول لشعوبها
أعترف بشعوري بالراحة خارج الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة في بلدي
أنعم بالراحة واستطيع ان اوفر كل ما احتاجه بسهولة ودون معاناة ولكن يبقى السؤال لماذا لا أجد ذلك في حضن أم الدنيا؟