عندما نحب ونعشق ونهوى ... نرى الحياة بألوانها وتزدان جنباتها بالزهور ونشتم مع انفاس الحبيب شذى العطور
حينما يكون في الجوار ، نستشعر دف المكان ، وندرك قيمة الوقت الذي يمضي مسرعا ...نتمنى لو تتوقف عقارب الساعة عند تلك اللحظات
تضحك .. فتشعر انها المرة الاولى في حياتك التي تستمتع فيها بلذة الضحك كل ما يحدث حولك هو خيال .. متعة لا حدود لها ... فانت كالطائر الذي يحلق في سماء صافية ، حر طليق فرح بما لديه من حرية لا يأبه بما يحدث في الاسفل
هذه وأكثر هي متعة القرب من الحبيب .. ولكن
هل استمتعت من قبل بمتعة البُعد عن الحبيب ؟
مثلما كان للقرب لذة فلابد ان يكون للبعد أيضا لذة مماثلة تختلف في أثرها على مدى حبك واخلاصك ووفاءك للمحبوب
دعني أصف لك هذه المتعة فلربما اتهتمني بالحمق بعد قراءتك لكلماتي تلك
الشوق لمن تحب ، انت تشتاق اذا انت تعيش حالة حب ، قد تشتاق في صمت لشخص ما ولكن لانتتظر لقاءه وتعده يوم مولدك ، ولكن مع الحبيب الوضع يختلف تماما ... فلا تعد يوم مولدك يوم جدير بالاحتفال والاستمتاع بانتظاره لتحتفل به ؟؟
ارتبط الشوق بالبعد ، فانت ترى من تحبه يوما تلو الآخر ، هنا تنطفئ نيران الشوق .. سيبقى الشوق فقط لرؤياه ولكن ليس الشوق للقاء ، فالشوق للقاء يختلف تماما ، الشوق لمراسم اللقاء التي تكرم فيها مشاعر الطرفين ، تتوج القلوب ... الشوق للهفة الاعين وصمت الكلمات .. لحديث الروح .. للدفئ بعد شتاء طويل
عندما تمر بك الايام وحيدا لا يؤنس وحدتك سوى الذكرى ، تحيا مع ملامح وجهه التي لا تغيب عن ناظرك .. تحاول جاهدا ان لا تضيع حرفا مما قيل في سابق لقائكما .. فهذا هو زادك الذي ستحيا به للقاءه التالي
في البعد .. ستعرف قيمة من تحب ، حينما تراه في كل لفتاتك وكلامك وخطواتك تحدثه دون ان يسمعك ، وتراه دون ان يراك ، تصون ما تعاهدتم عليه دون رقيب تفعل أجل الاعمال لأجله .. ويبقى هو الحلم الذي تستمتع به كل ليلة ... وتلقاه ويصبح الحلم حقيقة فتستمتع بما حلمت وتحقق ما تمنيت في احلامك وتعود من جديد بحلم جديد ... معه وله هو فقط
فهل أدركت متعة البعد الآن ؟