Sunday, March 23, 2008

برغم كل شئ


أصبحت الآن أكثر وعياً وإدراكاً عن السابق

ففي الطفولة كان السفر والرحيل لا يعني لي الكثير كما هو الحال الآن

ربما لم أكن أدرك بدقة صعوبة الابتعاد عن الوطن وإن كان شعوري بالفرحة عند قدومي إليها طاغياً وواضحاً بينما في الابتعاد عنها أشعر بضيق لم اكن أعلم أسبابه


الآن .. اشتاق لها قبل رحيلي عنها على الرغم من المعاناة التي أعانيها على أراضيها ولكنها تبقى الحضن الدافئ لي

بداخلي لها مشاعر حب فياضة وسر دفين يجذبني إليها

أشتاق للسير في شوارعها والحديث إلى اهلها .. ربما أشتاق لمجرد النظر في وجوه شعبها وقراءة تعابيرهم التي تنم عن قدر لا بئس به من المعاناة لأحدث نفسي حينها بأمنيتي الدائمة البائسة ، ان يكون بيدي يوما ما أن أخفف آلامهم وأجد حلاً لمشاكلهم التي تتزايد ولا تنتهي

اتمنى ان يحظوا بالراحة في بلادهم وأن توفر لهم ما توفره غيرها من الدول لشعوبها


أعترف بشعوري بالراحة خارج الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة في بلدي

أنعم بالراحة واستطيع ان اوفر كل ما احتاجه بسهولة ودون معاناة ولكن يبقى السؤال لماذا لا أجد ذلك في حضن أم الدنيا؟

Monday, March 17, 2008

لوحة بإسمك


تعال لأتحدث معك عنك كم اشتقت للكتابة لك
لا تفارق خيالي للحظة طوال ليلي ونهاري
تهرب الكلمات خجلة عندما اكتب على ورقة .. اسمك
تضيء الأسطر وأرى ابتسامة أقلامي
أحاول رسمك .. فيظهر بدراً بصفحاتي
أصف حبك .. فيمتد بحراً عميقاً هائجاً هادئ الأمواج على أوراقي
أرى نفسي بعيونك فأجدني معك بين الأمواج
تهدهدنا برفق
فينعكس ضياء وجهك على صفحة المياه
كحبات اللؤلؤ يصنع هالة من الضوء الماسي حولنا
الآن .. نحن في ساحة الرقص
تأخذ بيدي .. ترتفع بنا الامواج ويرتفع إيقاع الخطوات
دقات القلوب ألحاننا وللموجة التالية خطواتنا
تجذبني للأعماق حيث تختبئ كنوزك
أريد أن أراها .. اكتشفها .. امتلكها
فتهبني إياها في ثوان
ولكن هذا البحر العظيم الممتد الفسيح لا تجتمع كل كنوزه في بقعة واحدة
فلتعدني برقصة جديدة يوماً ما على أمواج حبك

Thursday, March 6, 2008

ابن مصر




عصام الحضري ... حديث المدينة
لن اتحدث كثيراً عن الخطأ الفادح الذي سقط فيه الكابتن عصام الحضري حارس مرمى النادي الأهلي والمنتخب المصري ولكن حين أمسكت بقلمي لأخط كلمة تدوين وذكرى لهذا الحدث الذي تتحدث عنه مصر بأكملها الآن ، كان همسة عتاب في أذن كل مصري

لا يخفى على الجميع ما يقوم به الحضري وما يقدمه للمنتخب المصري ولناديه النادي الأهلي .. ولهذا المجهود الذي يقوم به فقد حظي بحب الجمهور المصري وربما العربي أيضاً وكل متابع ومحب لكرة القدم ..
ومن يحب يغفر ، ومن يحب لا يجرح من يحبه حتى وإن أخطأ ، فمن منا معصوم من الخطأ ؟

وبافتراض ان ما فعله عصام الحضري ليس خطأً وأنه مدرك تماماً ما يفعله فهذا لا يعطي الحق للجمهور بأن يسبوه سباً علنياً في الملعب ، ولا يعطي الحق لأي مواطن مصري أن يطلب سحب الجنسية المصرية من عصام الحضري !! ولا يصل الحال بأي شخص أياً كان أن
يصفه بالخائن
ماذا حدث يا شعب سمته الحب والتسامح ؟! كنا منذ أيام نهتف باسمه وبإسم كل لاعب رفع اسم مصر عالياً .. ضربنا مثلاً رائعاً في حب بعضنا البعض وحب الوطن
أعتقد أن كل عربي غار من الصورة التي ظهر بها المصريون بعد فوزهم ببطولة الأمم الأفريقية وتمنى لو كان مصرياً لينتمي لهذا الشعب
الرائع
فأين ذهب كل هذا الحب ؟ لماذا هذا الإنقلاب المفاجئ في المشاعر ؟ لا أريد أن أصفها بأنها مشاعر زائفة لأن هذا فيه ظلم كبير لملايين المصريين ولكن لنقل لماذا لا نعاتب عتاباً رقيقاً ليناً لا يترك أثراً سيئاً وبه نرجع الأمور لمسارها السليم .. ؟
ما أود أن أوصله للجميع هو أنه ليس مبرراً لأخطائنا أخطاء الآخرين ، كون عصام الحضري أخطأ في حق نفسه أولاً وفي حق جمهوره ثانياً أن نعطي لأنفسنا الحق في الخطأ أيضاً ولا نقبل لوماً ولا عتاباً
لا يجب أن نكون حادين في مشاعرنا بهذا الشكل الشائن .. انحدار مفاجئ من قمة الحب لقمة الكره .. ومن المدح الجميل للذم الذي يؤذي الآذان والنفوس
نحن مصريون .. مسلمون نحب الخير لإخواننا كما نحبه لأنفسنا ومن يخطئ منا ننصحه بالحسنى ولا ننبذه .. آمل أن يكون هذا هو نهجنا في سائر أمور حياتنا ليصلح الله شأننا